جمهورية حسن الإمام والعوالم ويوسف إدريس





 حسن الامام المخرج المصري الذي اهتم بتصوير الراقصات المصرية وتاريخهم في أفلامه من بمبة كشر إلى شفيقة القبطية إلى خلي بالك من زوزو ولم يصوره كفن غير شريف أو منافي للأخلاق بل صوره بشكل جمالي فني.

لذلك كتب يوسف إدريس في كتابه " عن عمد … اسمع تسمع‎، فصل جمهورية حسن الإمام"
ما يصور غلوه في التخلف الذي يصور حسن الامام على أنه يريد تصوير مصر على أنها بلد العوالم والراقصات بتثبيت الحكم الأخلاقي عليهم بالعار وأنهم ماذا قدموا إلى مصر ويذكر هدى شعراوي وغيرها، وهي هي نفس القيمة المبتذلة التي يصدرها مثل هذه الطرائق في التفكير.
ارتباط الشرف أو الاخلاق بالجسد وفنه لو كان رقصا والذي عانت منه بالمثل الراقصات أنفسهم من شفيقة القبطية التي كانت تملك عربة مثل الخديوي والتي كانت له صلات مع البلاط آنذاك وكذلك بمبة كشر التي عانت من فنها في النظرة الدونية لها وكذلك أيضا مع حسن الامام في "خلي بالك من زوزو" سعاد حسني وتحية كاريوكا
*
نص يوسف إدريس من كتابه"عن عمد اسمع وتسمع، فصل جمهورية حسن الامام"
لن أستغرب إذا صحوتُ ذات يوم أو بالضبط ذات ليلة فوجدت أن نساء مصر والبلاد العربية قد تحولن جميعًا إلى عوالم أو راقصات؛ ذلك أنه بينما مثقفو مصر الغلابة مشغولون بقضية اليمين والوسط واليسار، فالثقافة الحقيقية التي تنصبُّ في عقول وقلوب أغلبية الشعب المصري ليست سوى ثقافة «هز الوسط»؛ بحيث أصبح المثل الأعلى للمرأة عند البنت المصرية ليست هدى شعراوي أو مي أو صفية زغلول أو حتى فاتن حمامة، المثل الأعلى أصبح الراقصة — أو العالمة بمعنى أدقَّ.
وإذا اعتقد أحد أني أبالغ فليُرني فيلمًا أو مسرحية كُتبت عن نموذجٍ طيبٍ حيٍّ أو ميتٍ للمرأة المصرية، أمام هذا الزحف الهائل من الملاحم «البطولية» التي أغرقت وتُغرق السوق تمجيدًا وتخليدًا للعوالم والراقصات من شفيقة القبطية إلى زوبة الكلوباتية إلى أخيرًا بمبة كشَّر.
ما هي البطولات العظيمة التي قامت بها شفيقة أو زوبة أو بمبة وأمثالهن، ليستحققن هذا التكريم، ليدخلن التاريخ من أوسع أبوابه — السينما — تجسيدًا حيًّا لمعاناة ومأساة ومهزلة المرأة المصرية في كل تاريخها الطويل؟"

تعليقات