مختارات من ديوان حزن الشرق ل السعيد عبدالغني
لم يكن هناك حيز للصلاة في العالم
لإله لم يبثه نبي
ولا أعراف
إلا في مذابح عيونكِ النقية،
حيث الاعتراف بالشمول الجريح
والقرابين بالنظرات لعيد المعنى.
"أنا" مهدرة
على الأسئلة
لكني أحدثكِ وأكواز السديم في اليدين
تبغى احتضانكِ
والكهف الاخير في القلب يهوى سكنكِ وصموتكِ.
هل رأيت ذاتا تعرف ذاتا بلا وجد؟
هل رأيت ذاتا تعرف ذاتا بلا لغة في البين؟
هل رأيت ذاتا تعرف نفسها بلا شعر وخيل؟
لدي أسئلة حزينة وبشعة، قد تنبيء بكل ما يكرهه العالم، لدي أكثر من لدي تواريخ متخيلة لنهايتي. السوداوية غمض العين عن كحلكِ
وعن نوار الحزن في الكرد؟
ليس بعد
لم أكتفي بعد من الأسئلة والتغييرات
والتجريدات
والتركيبات
للعالم.
لازالت تُنشيني عيون النساء المكحلة في الانغلاق
والساردون المجهولون الغيارى في أحلامي
الذين لا أعرف لهم نسبا
ولا يعرفون أي التسابيح لازمة لنشوتي
ورغم ذلك يستعملون الصمت؟
لم أكتفي من تخييل وجودي في الشهود
وتخييل وجودي بعد فناء الأسئلة
والبكاء على أضرحة النقاط
اللقيطة على البياض.
*
ظللت أبحث عن أي جمالية في ذاكرتي الهشة، ولم أجد طوال الليل الذي لم أنك فيه ثانية حتى، التحديق في العتمة، والتحدث مع الآخرين في الرأس. كم كل شيء هش أمام بعض الادرينالين المهدر! دوما ما وجدت الأشخاص التي تنتج الخلق الحقيقي بالنسبة لي لا يمكن في السائد الاتفاق على إخلاقيتها أو إنسانيتها، أهو أكل المعاني والفراغ الوجودي؟
الشري يصل إلى حقيقة المعنى سريعا.
*
لا تخذليني بمفارقة منامي
حتى لو فرقتنا بلاد العرب
وآلهه الأديان.
*
الكتابة مرسوم العالم على عدم كفاية الأدلة على الثوابت.
*
النشوة لم تعد تفارقني عند رؤية الدرب في جرانيت المغلق متوهجا بالخيل.
*
الواقع فقير بدون المجاز والمجاز فقير بدون الجنون.
*
أعطاني الشعر القدرة على تخليص ذاتي من الثوابت الروتينية لمظاهر الشوارع، كنت أضع في كل شارع أخطو فيه سرابا وعلى الجدران شعر الاوائل الغني الميثولوجي.
*
الذات الشاعرة تفنيد الكثرة المليئة.
*
من كان حبكته المعنى ذاته، اعتزل وطوى الذات خارجه.
*
يشارك الغرباء آلامهم كونها أكثر حبكة وأكثر مفكر فيه، وأكثر تصديقا فيه. أما الدعابة تحتاج إرث تشاركي.
*
حصلت الألم من الفكر وحصلت الزهد من العالم.
أنا ابن كل العوالم المستحيلة
ومقروء المستغلق على اللغة.
*
اللهم وانت تعلم أني لا أرجو شيئا
ولا أريد إلا وحدة بلا طراق
فلا تجعل باطني ينبذني كما فعل العالم،
اللهم ولا عزاء فيك لانك لم تضر
بل نفسي المتألمة بشرها.
اللهم إن النداء يشتد
والقلب يرق بلا خوف
فقرب موتي من اللدن.
*
اللهم إن بغيتي ليست في العالم ووجدي ليس للعالم، فلا تحملني رغبة فيه مهما تبرجت الانوار المزيفة.
*
اللهم إني لم أعصي قلبي مرة
رغم الحجج الشافية لذلك
حتى في محاولات انتحاري
كانت لدرء شري على أحد
فاكفل الصبار بشوكه فقط.
*
اللهم لا تبقى لي ذكرا
ولا تمحو بي معنى
الوحدة أنس الزاهد
والوعد لا أريده بشيء.
*
اللهم إني لا أظن خيري
ولكني أظن دوما عجزي
عن مساعدة كل ما تألم صدفة
وارتاح وجودي صدفة.
*
اللهم إني تصوفت ذهنيا وخرجت من كل ما قال عنك، فلا تبتعد في الوحدة وتتركني في وحدة.
*
اللهم إن لعنتني لعلة
فلا تجعلني أجرح قلب أمي
وأخرج من قلبها القرير.
*
اللهم إني صدقت قلبي دوما
رغم أنه دوما ما خانني
وصدقت أي ثورة فعلتها ضد كل شيء
وخسرت بذلك كل العالم
فامنحني الجحيم إن خنتهما
لاني لا أكون ذاتي حينها.
*
اللهم إن كنت شيئا ذا قيمة
فخذني قربانا لالم العالم
وعذبني كما شئت
فقلبي وحده الذي لا يكفر بالمحبة
ولا يعصي النور.
*
اللهم لا تحرمني طمأنتي بالشوارع
والسماوات الملونة في الفجر
اللهم لا تملكني شيئا
إلا عينا تراك.
*
الايمان الوراثي مثله مثل الإلحاد الموضوي، كلاهما ضحل.
*
دوما ما كان يحيلني البحر إلى التفكير فيها، ودوما ما كان يحيلني التفكير في الانتحار إلى مشهد كتابتي أول نص على الأريكة في بيتنا القديم.
*
آلمت بحريتي الشخصية أقرب الذوات التي أحبتني بلا علة وحلمت معي بلا حد، أي سردية تلك يا إلهي؟ كل خطوة لذاتي أدمر معها علاقة.
*
اللهم إن لعنتني لعلة
فلا تجعلني أجرح قلب أمي
وأخرج من قلبها القرير.
*
لا يخيفك إلا امتداد ما لا تريد أن تعرف عن ذاتك.
*
إن دحضت السوى
بينك وبين الكل
كنته لآنية لا تنتهي.
*
الآخرون مخدرات رديئة
والقعر الذي ينادي الان
وأقهر أجنحتي عنه
لا يستطيع حملي.
*
تعبت من كثرة ما انتشيت ومن عدم قدرتي على الشعور بنشوة أعلى توازي قدرتي على الشطح.
لم تكن النشوة مادة، كانت سردية من الصفاء، وكنت أستخدم المخدرات كمسكن لحالة الوعي لكي لا أحز وجودي.
هذه النشوة في المعنى، لقد جعلتها قيومية منذ الطفولة لحدس كان غريبا بعدم الثقة في أي آخر وكان فعلا ذلك.
الصقيع حقيقة العلاقات العاطفية
*
لا تبقي ما يعزيني وذكرني دوما بتاريخ الأرض
*
ليست المتون شروطا للمعنى فقط، التدمير أيضا.
لينك الديوان
تعليقات