رسالة الى بثينة العيسي، السعيد عبدالغني
نهجت نحو المتنون بلا استئمان قبلي بل بشك كبير. سجلات العيون وافية من الألم، الشعر، لغة البدء. حتى الصلبان الحديثة عليها دم ميتافيزيقي. والاعراض بالنسبة لي عن هذا التاريخ هدنة مع البقاء لا أستسيغها ولا أرتضيها على قلبي. مهما كانت الحقيقة مدمرة وهي بالنسبة لي مفهوم ذاتوي ككل المفاهيم.
لم يكن لي الكثير من الأصدقاء أو كان لي ولكني لم أكن أعتقد بالالفاظ، كنت أرى الكثير غرباء وأشعر بقرب منهم حتى لو لم نتحدث و لا مرة. لكن هل الكتاب وشاة بوجود آخر لهم مفارق عن الوجود المتعين؟ دلالات عنقاوات مختلفة.
تكاملات بين الجسدي والمعنائي. كم مرة حدثتك في نصوصك ونصوصي وكم مرة جرحت العيان الثابت الوحشي؟
كم أحد يعرف صوتك ومشيتك ومظهرك وتحدث معك؟ وكم أحد عرفك لآن خلى؟
في جزء من روايتي الجوكر العربي كتبت جزءا ميثولوجيا عن أرض عبقر وكنتي البطلة المتخيلة من هذه الأرض التي لها طاقة قبلية شعرية.
مفارقات دوما بثينة، واسمك ليس لسعته الدلالية بل لدلالته النفسية في.
أعرف غريب يتحدث عن قرب، غريب يبعث أغان وموسيقى، غريب يطلب الود.
ليس الأمر هو بثينة الشخصية، بل هي بثينة الذي تستحثني على الرقص وتشجعني عليه. كم هو مقيد الإنسان بدون وجد؟ كم هو مقيد بدون الفن؟ كم هو مقيد بالأسئلة الفلسفية فقط؟
أعلم أنك لك متن مسرحي على الأقل في عيني وكنت أريد مشاهدة الكثير من المسرحيات مؤخرا وفي كل بحث كنت أتذكرك.
متن بانوراما الابكاليبس المتجددة، متن الصراخ الخبيء في المدافن، متن إيلام الذات بالكتابة.
اكتب مسرحية عنك، الشخصية المستلهمة والرئيسية فيها بعنوان "بثينة"
حمل الشرق الحزن دوما، حمل الحزن الذي جعله يحيا في التخييل ويؤسس التخييل القديم.
منذ النص الاول الذي بدأ بإينوما إيليش " في الحضارة العراقية.
كنت نوستاليجيا، أفتح دفاتري القديمة كل يوم، أذهب لزيارة أبي في المقابر، أستهلك ذاتي على التذكر والتخييل لكل من غاب بموته أو غاب لبعاده.
لا أعرف هل تاريخي في التخيل من تاريخ الشعر أم من تاريخ الشرق؟
أقرأ في التاريخ والآداب والشعر وابتعد عن العلم.
كانت الثوابت مدهشة بالنسبة لي، محيرة، ثوابت الآخرين المظنونة ولم أكن أحتكم إليها طوال حياتي.
ولكن لخلائها مني حزت الكثير من الآلام، الكثير من مضاجع على غيم أو في ورق.
لا أعتقد أن شيئا لم بتأسس على التخييل أولا ولم يبرحه أيضا.
من هذه الطيوف الأساسية هي هذا المطلق الرحب الذي أكتب له دوما "
رحماك والنداء بعد لفظه يخور
زادي الألم في الوجود
وفي السكر الجنون.
افتريت على الكلام
وأبعدت القافلة من العيان
وسرت وحدي أحفر الذوات.
تعبت والراحلات جميعها بوار
قلم جرح السكون
ونز الإنسان
كانت الكلمة البداء
وكانت الانتهاء
دعي ربا ملكه
ودعي الذي عاش بلا عورة
وخط
وجر
الظلام.
*
البيت خلف الحضرة
مخلص للصدر الظمآن
النور موزع بلا فرقة
على رؤوس شاءت الزوال.
أترى ريا تكون
بلا خشية
ولا خوف الخواء؟
ربي الذي أعطى الدليل
وأشبعني شكا فيه
وفي النهاية روى الكنه بالجمال.
*
زليخة تعرت ليوسف
وعريها كان الاعتزال
الدنيا ثوب غسل
والوجد ثوب الزفاف،
شبع الذي تخلى
من كل ما أضناه الخيال
وابتلى بالمحبة لقاتله والسلام.
*
إلهي، أنت تعلم أني مهما عينتك، حقرت كمالك والحجاب. وضممت انتحاري ووحدة الكيان.
إلهي بدني غمتي والجسوم غمة العاجز للشهود، والرائي للنسوب بين حقك والوجد فيك.
إلهي لست مدينا فهل عزتك تمنع المرتاب؟
إلهي، قلبي خاف رؤيتك عندما تجليت في المتاهة، نورا يعلو فوق أي فوق ولا يعرج في المكان.
إلهي نضج كلي، وكان ترجمان الذي خاف قلبه وكفر عقله من الالام.
لو كتبت مهما كتبت، حقك من عاجز كثرة البيان."
تعليقات