السعيد عبدالغني يكتب ميثولوجيا المعرفة
متى عرف أحدا شيئا إلا عطل عقله عن قصده! أليس هذا هو علة من العلل التي جعلتني أكتب كل هذا؟ لا قوانين اجتماعية في الوحدة، لا قوانين للكم والكيف، متى يعلم أنني لست من كتبت؟ وان الأصولية في تحديد ذاتي في هذا الجسد هي أصولية ليست بي؟ لقد استلهمت من كل شيء، لا أملك ذاتي، يملكني الكثير من الجبر، بهذا لا ينعت بالذات الا القيومي.
إن هذه ليست يوتوبيا، دلالة اليوتوبيا ليست حية في أكثر، الجميع بلا استثناء لديه أحكام قيمية عن العدل مثلا ويقيس على معيار يوتوبي غير موجود، وهكذا هي كل القيم وهكذا هي المعاني التي تنشئ ولو شرية فالبرجماتية شكل وهمي لانه لا انفصال بين الواقعي والخيالي.
إن ما عرفته من خلال تجاربي هو مفهوم الحرية تلك، اللامحدودة طالما لا أؤذي أي آخر. ولكنك تستخدم أنا إني، أنا أستخدم اللغة واعرف فسادها، وأعرف عدم كفالتها، واعرف بعدها الاجتماعي المبدئي والحالي، لذلك لا تأخذ النصوص بشكل تشييدي، أنا لا أشيد، لأن التشييد يتطلب ثوابت معرفية أو معنائية أو دلالية، أنا أوجد إلى أن أنفذ وأختفي.
متى يفهم العالم عدم نظمه، وأن الجلاد والفريسة كلاهما خائفين من الفوضى لذلك يتسلط ولذلك يذعن.
ولكن ماذا أواجه؟ يظن الأغلبية الوحوش جميعها برؤوس موحشة ومشوهة، لكن الذي لا يمكن أن يتجسد هو الوحش الذي يدعوك إلى إرادة العمل والقراءة والأكل والخ، كل شيء. إن حركة الجسوم متعلقة بالمجرد.
وللاسف الشديد إن الفلسفة لا يهم إن كنت تعرفها أو لا، لكنها هي ما تسير وتفهم كل شيء أو تحاول على الأقل. فمهما كرهت التفكير الذي يسمى المفرط أنت تستفيد من مفكرين بافراط، كما في مقال باتاي عن نيتشه وقولته" لقد جن بدلا عنا" لقد عانى الكثير بدلا عنا، هل كان نيتشه يفعل ذلك لاجلك؟ لا بالطبع لكنك استفدت من طريقته في التفكير على الفلسفة التي تفرعت والخ،
واستفدت من شرية هتلر ومن تاريخ الأديان، هذا البحث الجينالوجي عن المحدود في اللامحدود واللامحدود في المحدود هو تاريخ هذا العالم الخائف والمتطرف!
كعادة أي خطاب أو نص هو ذاتي ليس هذا النص وحده بل النص المقاوم والمنظم والصامت.
إن من يدرك ذاته لاقصاها في الاجتماع وبالمعيار الاجتماعي هو الأكثر حرية، لكن بالنسبة له هو الذي أدرك كل المحدودات التي تفتحها الموسيقى وتغلقها كل الابعاد والحدود.
لكن لم يتم التوق؟ هذا سؤال بكل حياتي فعليا، ربما لقبلية مطلقة في الذات وربما لأنها منسوجة من إرادة لانهائية
وربما للاطمأنينة من كل شيء. أفكر كثيرا في الميثولوجيا الإبراهيمية، هبوط آدم على أرض غريبة، أهبط آدم لأرض غريبة أم هبط لوحدته؟ لكن ما نسب الوحدة؟ ما حوصلتها الكبيرة؟ ربما نسب الوحدة في زق المشاعر؟ لن نصل إلى هوية ثابتة لشيء لكن لأقصى ما تتحمل الاداتية اللغوية والإدارية اللغوية للعالم.
التأملات واللوحة ل السعيد عبدالغني
تعليقات