مزج شعري فني بين عباس رحيمة ومايكل هوارد

 *اللوحات للفنان مايكل هوارد 

*النصوص للشاعر الراقي عباس رحيمة

 image

 

جرح أنيق

 

وسيم كجرح عميق في أحشائي

عندما استفززت العيون الساهية، فقئتها بكلمة الوداع.

حزين كما الشارع الذي طبع عليه حذاءك المتهرئ من السير في شوارع المدينة، لعلك تحظى بها وهي عابرة

حاضنة كتبها المدرسية هامسة لصديقاتها: إنه يحمل عينين كأنهما عينا صقرٍ متعبٍ من الطيران حطّ على  جدائلي ليستريح..

ما يزال يلهث للسماء العطشى

حالما كأم ودعت أحلامها لحرب، واضعة يدها على  خدها تفترش عتبة الباب عند الغروب لعله يعود ويطبع قبلة على خدها..

ويفيض الحنين، تطلق العنان للزغاريد، ويهرع الأطفال لالتقاط حلاوة النذور ....

تمرّين بنهر العمر كموجة يتيمة انفردت عن مجراها وضيعت صويحباتها..

تمرّين كحلم أيقظني برعشة برد ولملم جسدي..

للأسف رجعت محاولا أن أنام لعل حلمك يعود..

تخضر عيناي ويحط طائرك من رحلة تيه على  غصني..

يرفرف لي بجناح الفرح.

حزين كأني خنجر نسيه المحارب في غمده وهو قابض عليه، لكنه ودع أنفاسه وانطفأ البريق..

حزين أنا كعيونك وهي تشير إلى الغيوم أن تهطل مطراً لتملأ جرتها ماء يسقى بها العطاشى..

أمل حزين كوردة قطفها عاشق إليك عند عودته من جبهة القتال لكن اغتاله جرح قديم وسقط على  رصيف باسطًا يديه.

حزين كطائر  لا يعرف غير قفصه

أطلقوه حرا في الفضاء الرحب..

لا يعرف أين يحط به ترحاله.

حزين كما انا ..

image

رماد اليأس

 

خذي مني البريد

حزمة الورق التي تنزف حبر الساهرين

خذي مني عيوناً

زرعها أمل الضائعين في دروب الحنين شموع الأمسيات لتضيء لهم الدرب إذا عادوا

خذي الحكايات التي دونتها تحت وسادة السهر،

وحرستها أكفٌّ دافئةٌ

خذي دمعتي الساقطة وطفولةً غفت على  ضفاف نهر أخذ قاربي الورقي وطفولتي. وانحدر الى حيث قلوب من صخر جرحت خدود الطفل

بماذا تحلم أيها الواعد وأنت تطيل النظر إلى  نجوم تلوح لك بالوداع؟

أتزرع حبة الكلمة في أرض الليل وتحرث السهر لتجني حروفا   تنظمها قصائد

غزل لها؟

إنها توسدت أكفّ القمر ونامت ملء جفنيها

أيها الساهر أغلقْ رموشك برماد الياس ونم على بساط الجمر.  دع الحنين يعزف على  قصبة القلب لحنا يوقظ النائمين. اكتبْ لها رسائل  على  رماد الغابة وهي تخمد من سعير النار رماداً وانثرْه في وجه مسائك  الشاحب

 

 

 

image

‏كم انا تعيس؟!

لم يطرق بابي أحد

منذ سنوات وانا على هذه الحال

أضع قنينة من عصير اليوم

على  المنضدة بعد، يوم طويل من عمل شاق بين رفوف المخزن. السكراب وحطام الماكنات الصدئة. قلبها يغطيه  زنجار الأيام وتراكم الغبار كأنها سبورة كتبت عليها آخر كلمة من طفل في أول يوم له بالمدرسة، قبل ان يغزو الطغاة مدينته ويهجر بلدته.

اضع ما حويته متعبا على  الطاولة وأطلب منه ان يناولني قنينة عصير التعب.

اضعها تحت ابطي كمن يحمل كتابا. واسير الى وحدتي بخطوات سريعةجدا، خوفا من أن يراني أحدهم ويرمقني بنظرات الشفقة أحيانا. او الاشمئزاز

اني رجل أضل  طريقه

وصلت اخيرا

فتحت الباب. وضعت قنينتي على طاولتي البائسة.

تاملتها بعمق أبحرت في زرقة مائها وصفاء عينيها وهي تحدق بي.

اني لست الوحيد. هناك الكثيرون ومن يمتطون افخاذها لكن بكتمان ،وهناك على  الملأ

لكنهم مباركون ومقدسون، لم يصدقني أحد إن قلت فعلها بي واحتسى الماء العذب

لست وحدك لكنك سيء الحظ وحيدا

لا عليك ستموت

ويقولون عنك أنك كنت طيبا

وفي حالك

لا عليك ستظهر محاسنك بعد ان ينهال عليك التراب

لكن لا تنس  صحبتي بعد ان يغمرك الفرح.

تذكر صحبتي وانت تحدق بي

وانا أجيب على أسئلتك قبل ان تفتح فمك لتحتسي لذةِ  تذكرني ،

وانت في نشوة الفرح وخدر الموت الجميل

انك لست الوحيد هناك من فعلها قبلك لكنك تعيس الحظ، واكثر  ثَراَء بعد الحياة

 

image

 

 

لا جناحَ للغيوم

عندما تدون يومك على

ورقةٍ مهملة

وأنت تشبك ذراعيك على  الطاولة

تفكر بأمرٍ ما

أو غيوم عالقة في السماء

تفكر بها بأي أرض ستحلّ ضيفاً

لاتنسى، وأنت ترفع القلمَ لتلوث بياض الورق

أنك سقطت من علياء الواقع  إلى الهاوية

وأنك  عصفورٌ صغيرٌ

سقط في فم أفعى

العاصفة نتفت جناحيك وهوى ريشك

أصبحت عارياً

إلا من رأس صغير يصفعه الوهم من كل جهة بكفوف لها أنياب المنشار

حطب جذع الشجرة التي كان صباحك يستيقظ عليها وأنت تقف بساق واحدة ترفرف بجناح الفرح

لا تنسى  أنك كأس

أفرغته أفواه عطشى إلى النبيذ وتركوك ملطخاً بحبر الشفاه  من دون رعشة قلب،

وأنت فاتحٌ فمك لهاثاً للقبل

ظنا أنهم عطشى للمعانك ونعومة شفاهك

ياصديق الوحدة

إنهم أمسيات عابرة

شربت نخبك

ورحلوا

بعيدا

حيث حلمك المتشبث بغيمة

ربما  لأنها تنزف لهم كؤوساً من نبيذ وتقرع الطبول

ويهتز الجسد

ابق أنت مسمرا على  الطاولة

تلوث بياض الورق

عن ذكرى  مرت فوق رأسك

ولم تبلل قميصك الصيفي.

 

 

image

 

عطش

لم يطرقْ بابي الفرح يوما

دائما قلبي صحراء تلهث

وأنت غيمة

كلما مررتِ

على يباس الروح أفيق على سراب ..وأزداد عطشًا

لم أرتوِ من نداك الساقط سهوا

على وريقات القلب الظامئة

ولا عندما تمرين وأنت تلوحين بالوداع

كما يلملم وجع الأيام ويلقيها في جوف القلب

يجعل من طيور أيامي تحلق بسمائي الموشّحة بالسواد

اخطو خطوة إليك تبتعدين عن السماء

تحفرين الأنهار بيني وبينك

أحاول مرارا أن ألقي بعصا موسى كي أتخطى البحار وأطفو على سطح الماء كي أصل إليك

متناسيا إن عصر المعجزات قد ولّى..

لا شيء يقربني منك إلا أن أصفق بيدي مستسلما وأفتح شراعي للرياح وأحلق  بعيدا

هل للصحراء جناح كي تحلق بعيدا عن عطشها ؟!

كيف أحيا من دون ملوحة الأرض؟!

الدموع تتساقط على  أرض بور.

 

 

 

 

سعير الرغبة

نهدها جبل من حطب

مستعر  ينام على  صدري

جليد النهار على  جسدي أفيق من سهادي

الهواجس...

تسحب مني رداء العقل

تعري جنوني

أحتضنها بشدة

يتقطر عرق من جيدها

نهر من الحليب

طازج يروخ في فمي

أمص أنامل أصابعي

أتذوق بقايا عسل

من لمسة نهديها

 

تعلمت من قسوتها

أن أجمع عواطفي المفرطة

في كيس مرمي في ركن الغرفة

وألقيه في الحاوية

القط.. ينام

هادئا  عليه

مليئا بالوساوس

أحيانا ينتفخ ثم يسحب نفسا عميقا

ويلقي زفيره الحار بوجهي

يهتز شنب القطّ

غضبا/أسفا على  عواطفي المفرطة.

أيام تهرب بعيدا عني

اليد قصيرة

تطوح بمروحة الملل

قريبا من وجهي

كلما استدرت يمينا أو شمالا

تصفعني!!

مخاليها تنهش جسدا

السرير بارد

أنفاسها تحرقني

أيامي ذئب شرس

تدرب على  قتلي

أعتلي قمة النهار

لألقي نفسي من السماء

سرير الليل الخشن

يشحذ أظافره لينهش لحمي. أستلقي عليه بكسل

أعري رحلة اليوم

مدثر بدثار الوسواس

كم هو.. طيب ورقيق

عندما وضع جثتي على  طاولة الانتظار

وأخذ سيفه الحاد

الذي شحذته له

يقطع أوصالي

على  موسيقى الصباح

كانت فيروز تغني

صوتها مواء القط

صراع بين حقل الأدغال

وسنان مناجل الجوع

كان لحم طازجا/دافئا

بدمي يمتلئ كأس

أرتشف قليلا منه أضعه على  المنضدة.

قريبا من يدي العاجزة

عيني الوحيدة التي كانت تدور

حول المكان ترصد كل شيء  بعين راصد

أرى خطوطا بيض  تنبثق

من خرق صغير في الجدار السماء..

محاولا أن أكتم آخر نفس

بين ضلوعي.

طابقاً قفص الصدر

على  عصفور الروح

يرفرف من ضيق القبر

ضاربا بجناحيه

على  صدري

إذا فتحت الفم المغرم

لتقبيل  ثغرها

المفتوح على  مصراعيه

يسيل منه الحليب رغبة

أوسع من بحر يبتلع حوتا

يخرج عصفور الروح .

يحلق عاليا

مازال هنا الكثير من النهار

لتقطيع جثتي

أرميها في دهليز الليل الذي  يوقد سرير الرغبة

يسيح الجليد على  نيران نهدها الذي يلسع صدر البرد.

 

تمر لحظة تهرول بأقدام تمني

عيوني تتربص لها

أنا على  وشك الطيران

قدم مغروسة في الأرض

الآخر تنهش الأرض بحافرها. يدي مبسوطة  كالشراع. أمسك رمحا تحديا

وأطلق عنان السهم عاليا

يصطدم بجدار

يهوي على سرير طائر أبيض .لم أعد أميز

بينه وبين سرير الثلج

نيرانها تجثم على  صدري

بين الحلم واليقظة

أقبض على  معول أتهيأ لهيل التراب

وأطفئ غليان الروح

أم أطبق عاليها على سافلها

أم أمزج النار مع الثلج

وأطفئ  سعيري

 

 

 

 

 

‏الرحيل

 

دونت أسماء كثيرة بقائمة الذكريات  وأنا أمرر خطّ قلمٍ  على  ورقة القلب، ذكرتهم  وهم يحملون حقائب الرحيل  وأيديهم تلوحُ من بعيد  لسفنٍ ترفعُ أشرعتَها ولطيورٍ تصفق بأجنحتها، الأمهات نثرن  العويلَ  وهن يقبضن على  حفنةٍ من  تراب الطريق  الذي داسته حوافر الخيول التي تدقّ معاقل المدينة النائمة بسلام..

كنّ يحضنّ أطفالهن ويروين لهم حكايات قبائل  قلوبها من معدن  صلد وذات جلود خشنة كأنها  جلود حمير  شفت من جربٌ أصابها؛ وهن يحملن تراب خطواتهن وينثرنه بوجه الريح، وأخريات  ترش الطريق بدموعهن  ليخضر الدرب ويعودون ..

كتبت  أسماءهم  لكن اسمي شطب من قائمة الحضور؛ لأن وجودي و حضوري عدم..

أضع صوراً على  جدار العزلة وأوقد شموعاً  وأحرق الندم بأصابع الغريق وهي تشير الى  غيمة عابرة رحلت بعيداً دون سماع صوت رعدها  لتسكب مطرها بجرح النهر  الذي ابتلع أبناءه  العراة وهم يستحمون بحضن الأب.

زعموا أنه حنون وعطوف لم يبتلعهم إذا اشتد به الجوع.

فاض به الغيط لكنه مثلهم، كان قلبه من معدن..

هي تشير لي  وأنا أقف على  عتبة الباب  ألوذ بصمت وألملم الشفاه أحياناً وأفتحهما أحياناً أخرى،  لعل كلاماً يندلق من شفتي  كقطرة من جربة مهجورة شرب ماءها البدو الرحّل ورموها في الطريق كقطعة معدن لا نفع بها، مثل فلس لا ينفع، مثل قلبي الذي لا ينفع للحب أو الأسى، فهو غير نافع ومنتهي الصلاحية، هو كجلد سلخوه من جثة قتيل وألقوه بالعراء لتدوس عليه الخيول في حقل العنبر فتركت حوافرها  وشماً في فم الجائع....

 

 

 

 

 

عفوًا أنا أعتذر

قلتها في صفاء

عندما كان ماءُ الطفولة أصفى من زلالٍ

وأوسع من سماءِ عينيك،وهي تنظرُ من النافذة إلى المجهول ،إني سأكون نبعًا يرويك إذا فاضَ بك العطشُ وصدرًا واسعًا إذا طفحَ بك الغيظُ ولم تجدي من يصغي إليكِ،فاتحًا ذراعي الحنانِ ليضمّك إلى صدره ،أبكي فأنا قميص الندم يمسحُ عنك الحزن إذا انهمرَ نهرُ دموعٍ وفاضَ لحزنك ،قلتها مرةً أنا لم أخدشْ حياءَ وردةٍ غافيةٍ على سياجِ قلبي المتيّمِ ،قلتها مرارًا لكن ويح نفسي في لحظةِ طيشٍ مسكتُ منجلَ الجنون وحصدتُ ألف وردةٍ غافيةٍ ،ومزقتُ قميصَ الندم ،ورميت ألف حصاةٍ في نهرك الحزين وجفت دمعتك ،عندما أيقظتك من حلمك المترفِ بالأماني بأني شاعرٌ ذو قلبٍ رهيفٍ لم يخدشْ حياءَ الورد.لكن ويحي  كيف أعيد الماءَ الى الإناء ،انكسرَ وساحَ على أرضٍ تتصحر ، وقلت وداعًا، اليوم أنا أحفر أرض الندم بأظافر الحنين أملا أن ينبثق ماءٌ  فأرشّ الدربَ ،ليخضرَّ وردًا.

 

 

لكٔل يكتب بطريقته

 

أنا أكتب كمن ينتشلُ القصيدةَ

من شغاف الحلم

أجيد هذه المهنة..

طالما شيدتُ قصورا في الهواء

وسرتُ حاملا قاربي على ظهري اخترقت   البحار

الأمواج تلطمني

كل هذا ولم أعر لها أي اهتمام..

امرأة على شرفة البحر تومئ  لي وترمي حمالات الصدر لتصطادني

أنا غريقٌ شاطرٌ

تعلقت بموجة مجنونة كي تنقذني من غوايتها

لست كأبي آدم غرق بشربة ماء..

كلنا يكتب على طريقته ،

أنا أنشر أوراقي وقلمي في يوم عاصف

 

وأنتظر الطائر الزاجل أن يعيدها لي جاهزة للنشر.

 

 

في داخلي حطام

سنوات تحترق، وتلال من الهموم،

في داخلي طفل يبحث

عن حلاوة العيد التي سقطت منه في ساقية ماؤها اسود..

عيناي عينا طائر،

حجب الغيم عنه رؤياه، فاخذ يتخبط بجناحيه لعله يشق طريقاً في الفضاء..

يحلق عالياً ليدرك مبتغاه..

السماء ثوب حزين مرصع بنجوم سوداء..

دموعي تنزف حرفاً على ورقة القلب..

الكلمات لها انياب حادة تنهش القلب

وتترك اثرها لسنين..

كثير من الخطوط متعرجة يصعب على  قارئ الكف ان يحل لغزها.

تركت كثيراً من المطبات

فكلما نويت ان اخطو خطوة لأتحرر من قيدي أهوى في شراكها.

حياتي وانا مركون في غرفتي

طبق طعام فارغ .

عندما ألهث يسمعني الاصم .

انا ضامئ لمعرفة اشياء تركن في داخلي.

احك صلعة الجنون يخرج منها ضجيح من الاسئلة ونواعير تجرها ثيران حائرة.

تدوس على ارض متصحرة، تدور حولي وادور انا الآخر حول نفسي.

ابقى انبش في ذاكرتي لعلي اثير الغبار من عليها لاحظى بالإجابة وأعرف ماهيتي. لماذا انا هكذا ؟

نيران من الحيرة..

اسئلة تشعل في راسي غابة من الحطب.

جعلت من كفي دفوفاً، واخذت اصفق بهما نادماً على ايام هرولت بي كنهر صغير فقد صوابه، فأسكب دمعة في بحر لم  يره القريب ليواسيه

ولا البحار ليصطادها في شباك الأسى..

انها دموع نادم فقدت مجراها..

اصطدم كموجة صغيرة بصخرة الحنين، لتفيض دموع الأسى..

 image

 

من يطرقُ البابَ

وطريق الوصول إليك

أيها المدمى بالحنين

مملوء بالأشواك

وأقدام المحبين مقيدة

#

اليد التي خذلت الوردة

لا تصلح لمقبضِ المحراث

#

العين التي لم تذرفْ دمعها على الراحل

لا ترى لمعانَ نجمة يتيمة في السماء

#

للحالمين من أمثالي

السماء  قشة في جيب طائر

الرياح زاد المنهزم

#

أملأ منها جيوب عباءتي

أفرش جناحي

أنتفخ بهواء الانتظار

وأخذ ألوك بكلمة لو، لو، لو،

#

كلما اقتربت منها تبتعد

وكلما ابتعدت عنها قربت منها أكثر

أتقدم خطوة حاملا لها وردة

تبتعد مني خطوات

وفي فمها كلمات

عتب ترجمني به

فألوذ بقميص الماضي

#

أدخل باب الغابة

بقلب أخضر

أخرج منها حطبا يابسا

#

ما كان اليوم أسوأ من الأمس

فكل الأيام تشير

إلي بالرحيل

#

وأنا طائرٌ باسط جناحيه

والغصن الذي أتكيء عليه

أكلته آفة الانتظار

وهو يلوذ بي مرارا

وألوذ به.. من الرياح العاصفة

حملت قشها الأصفر

ونثرته رمالا في العين

#

من يدل فاقد البصر

إلى الصواب وكلانا فاقد اليقين

ما زال يتكيء على  غصن الشك

متهيأً للطيران

الى الأعالي ليدرك اليقين

بعون نجمة ساهرة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تعليقات