البواحين(قصة قصيرة) - السعيد عبدالغني

  

*الأعمال الفنية ل davis ayer


أنا بواح، أعيش وسط الكتب طوال حياتي. ربما ذلك كوّن غربتي كوني لم أكتب رغم سردي الشفاهي القوي حتى بدأت منذ مدة بسيطة، وبدأت بتلك الرسائل إلى الغرباء والغريبات.



فمن لا يستطيع التعبير تكون وحدته عميقة ولكنها من نوع مختلف عن الذي يستطيع التعبير. الاول يظن في اللغة قدرة، والثاني لا يظن فيها قدرة، فيكون اليأس أعمق.

عائلتنا تعرف بالتدوين، رجالها نساءها، يكونون كل شيء في المدينة.

ورثت ذلك أو رأيته لذة فينا جميعا.



منذ جدي، مقتني الورق القديم، المخطوطات، العملات.. الخ.

جميعهم يدونون مهما كان بأساليبهم لكن لا يخلقون شيئا لذلك كنت أُعرَف بينهم بالبواح. أؤلف أشياء ليس لها متن واقعي أو متن موجود وواقعي.

ويعتقد في وجود مراتب، قال ذلك جدي، بين الكُتاب، المدونين، وبعد ذلك البواحين، وبعد ذلك الشعراء وبعد ذلك الحالين.



لم افهم كثيرا عندما قال ذلك لكني فهمت بعد مدة كبيرة جدا منذ وفاته بما وجدته من كتاباته، عندما ظننت أنني هو وجننت.

تعليقات