نوع من المثقفين(قصة قصيرة)- السعيد عبدالغني

 

* الأعمال ل tamara dean 

يتحدث بقوة فارهة عن الثقافة ويؤمن باستحقاقه بكل شيء حتى بالالوهة،  المزيفون حوله خلقوه هكذا، لا ذنب له سوى اِتباع أناه.


لم يكن صديقنا عاديا، روائيا جيدا،  لكنه يؤمن بالتوحيد في كل شيء، 

هناك إله واحد،  هناك افضل وأجمل،  فلا يؤمن بتعدد الجماليات وبالطبع هو ما يستحق الاول الافضل.

ابن روائي مشهور هو،  هذا يسهل كثيرا عمليات النشر،  المعارف،  لكنه من الاساس لم يتعرض لسؤال عن أهمية ذلك في حياته الأدبية.







وعندما تم سؤاله تفاجأ، كون الأسئلة تدمر بداهته من كثرة غروره. 

فقال ردا على سؤالي وأنا لست مؤمنا بكتابته، لكنه المال،  صحيفتي تريد حوارا معه "الانسان، كل إنسان له قدَر معين،  أحيانا يكون هذا القدر يخدم لكن بنفس الدرجة أنا لا ارضى ايضا كون أبي لم يأخذ نوبل،  ذلك كان سيشهرني أكثر"

هذه فلسفة أيضا فهو لا يعجبه طبقته الثقافية وسهولة الكثير،  يريد سهولة أكثر وأنا أريد سهولته، وغيري يريد سهولتي في التعرف على الروائي.

فقلت له: لا عدل كامل،  لكن هناك مفاتيح سهلة تأخذها لكي تقول بعدها لا يوجد عدل كامل

فقال:  هل تؤمن بالجبر؟  الانسان مخير،  الخيارات محددة لكنه مخير

فقلت بامتعاض:  لا يوجد حرية طالما هناك اختيارات محددة

فقال باستنفار:  تقصد حرية مطلقة؟

فقلت ضاحكا:  كليشيه عند حصرك،  أتريد حرية مطلقة؟  لا يوجد ذلك بالأساس لكن ليس معنى ذلك أن الخيارات مفتوحة للجميع

فقال:  تريد الذنب دوما لِتحمله،  يبدو ذلك؟  استمتع بحياتك ودعك من التفاهات والسفسطة تلك،  لم تسألني عن روايتي الجديدة،  ها؟







فقلت له معتدلا:  أراها رواية بديعة،  لقد قمت بكل شيء فيها.

فاعتدل هو أيضا وابتسم ابتسامة الهانيء بالزيف، والعارف بزيفه والمستمتع به.

 بينما أشتعل من سوء العالم،  ومن إدراكي بذلك أكثر.

العطب ربما في إدراكي ليس في سوءه،  العطب في معاييري؟  التي لا تناسب البراجماتية المقززة،  لكن براجماتيتي مع المعاني.

تعليقات